في أثينا منذ حوالي 2500 سنة استخدم
اليونانيون الديموقراطية المباشرة كنظام للحكم
الديموقراطية المباشرة يعني كل الشعب يقوم بالتصويت على القرارات قبل اتخاذها
وكان هذا التصويت يتم عن طريق اجتماع شهري أو
عدة مرات في الشهر في مبنى الاكليسيا Ecclesia
وهو ما يشبه البرلمانات المعاصرة
لكن لما تجاوز عدد الحضور 6000 مواطن أصبحت المناقشات والتصويت على القرارات عملية
صعبة جدا لزيادة العدد
لذلك قرر اليونانيون أن يكون للشعب ممثلين لا يزيد عددهم عن 500 شخص لتبسيط عملية
التصويت على القرارات
وهذا كان السبب في ظهور مصطلح الديموقراطية
النيابية
وكان هؤلاء النواب يتم اختيارهم بالقرعة في بادئ الأمر
ثم نادى بعض الفلاسفة بضرورة وجود مقومات في هذا النائب تؤهله كي يكون ممثلا للشعب
وظهر معارضون للفكرة من أساسها مثل أفلاطون الذي رأى أن مجرد وجود حق التصويت
للجهلاء هو حماقة شديدة
لكن فكرة وجود نواب للشعب ظلت هي الحل الذي توارثته أنظمة الحكم الديموقراطية حتى
يومنا هذا
ولما تطورت تكنولوجيا الاتصالات، لم يعد أحد
بهذا التطور لجذر المشكلة
بمعنى أنه بالعودة إلى أثينا منذ 2500 عام
لم يكن لديهم وسيلة لحل مشكلة زيادة العدد إلا باللجوء إلى الديموقراطية النيابية
أما بتكنولوجيا اليوم فالمشكلة يمكن أن تحل بطرق أخرى
ففي برنامج من سيربح المليون مثلا
تلاحظ أنه عندما يواجه المتسابق سؤالا لا يعرف له إجابة
فإن احد وسائل المساعدة لديه هي الأخذ برأي الجمهور
وفي أغلب الأحيان يكون رأي الجمهور صحيحا
وحتى إذا كان رأي الجمهور خطأ وأخذ به المتسابق فإن ذلك يرفع عنه الحرج
تخيل أيضا لو أن المليون التي يربحها
المتسابق تقسم على كل الجمهور (المشاركة في المصلحة)
لا أعرف العدد الحقيقي لجمهور البرنامج .. قد يكون مائة متسابق مثلا
لكن النظام قادر على الأخذ برأي الجمهور وعرض نتيجته في ثوان قليلة
ونفس هذه الآلية التي يتم بها التصويت تستوعب مائة مليون مصوت في نفس الثوان
المعدودة
أظن إذا كان هذه الوسيلة متاحة في أثينا
القديمة لكانت هي أفضل الحلول
وحتى إذا أخذنا معارضة أفلاطون بعين الإعتبار (المعارضة الخاصة برفضه تصويت
الجهلاء)
وجلس السيد أفلاطون في اجتماع مغلق مع السيد مارك زوكربيرج
لقام مارك بتقديم حلولا رائعة، أظنها ترضي أفلاطون تماما
سيقوم بوضع وزن نسبي لصوت كل مصوت بحسب سنه وثقافته
ودرجته العلمية وتخصصه بل ودقة تصويتاته السابقة
ووضع فيديوهات ونصوص لشرح الموضوع الدائر حوله التصويت لمن أراد أن يتفحص أو يتمحص
قبل التصويت
فنخرج بموبايل أبليكيشن يمكننا من العودة إلى الديموقراطية المباشرة مرة أخرى
أي أن هذا التصويت ليس لانتخاب ممثلين أو
نواب للشعب
بل يكون التصويت على القرارات نفسها
فيظهر للمواطن على التطبيق أسئلة من نوعية
هل ترغب في أن يكون التموين عينيا أم نقديا
هلى ترغب في أن يكون التأمين الصحي مجانا أم نقدا
هل توافق على تخصيص نسبة كذا لميزانية التعليم هذا العام
وهذا لا ينفي أن يقوم نفس النظام بمساعدة
الشعب في انتخاب موظفي العموم
كرؤساء القرى والمدن والأحياء والمحافظين وانتخابات الرئاسة
ويعرض النظام برامج وأفكار المرشحين قبل انتخابهم
وهذا سيجعل عملية التصويت شاملة وبلا تكلفة تذكر
وقتها أظن أن الكل سيشارك ولن تطرح فكرة فرض
غرامة على المتقاعسين
وحتى إذا وجب فرض غرامة فتحصيلها من المحفظة الاليكترونية سيكون آليا بمنتهى اليسر
الكلام ده ممكن يكون تطوير للفكر السياسي
أو مجرد سفسطة
فكرة رائعة
ردحذفولاداعي اصلا لمجلس البقرات السمان الذى لا يسمن ولا يغنى من جوع